ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه , وقَدر وقته , فلا يُضيّع منه لحظة في غير قُرْبةٍ
ويُقدّم الأفضل فالأفضل من القول والعمل . ولتكن نيّته في الخير قائمة , من غير فُتور بما يعجز عنه البدن من العمل , كما جاء في الحديث : نيّة المؤمن خيرُ من عمله
وقد كان جماعة من السلف يُبادرون اللحظات . فنُقل عن عامر بن عبد قيس أن رجلاً قال له : كلّمنيفقال له : أمسك الشمس
وقال ابن ثابت البُناني : ذهبت أُلقّن أبي , فقال : يا بني دعني , فإني في وِردي السادس
ودخلوا على بعض السلف عند موته , وهو يُصلي , فقيل له , فقال : الآن تُطوى صحيفتي
فإذا علِم الإنسان - وإن بالغ في الجد - بأن الموت يقطعه عن العمل , عمِل في حياته ما يدوم ل أجره بعد موته
فإن كان له شيء من الدنيا , وقف وقفاً , وغرس غرساً , وأجرى نهراً ويسعى في تحصيل ذرّية تذكر الله بعده , فيكون الأجر له
أو أن يصنّف كتاباً من العلم , فإنّ تصنيف العالِم ولده المُخلّد
وأن يكون عاملاً بالخير , عالماً فيه , فيُنقل من فعله ما يقتدي الغير به
فذلك الذي لم يمت * قد مات قوم وهم في الناس أحياء